- الإضـــاءة المســرحية
- تعتبر الإضاءة عنصرآ مكملأ لفنيات العرض المسرحى، ويغتنى العرض بوجودها الفاعل، ويؤثر على نجاح المشهد، ويضفى جاذبية خاصة على الصورة المسرحية التي يراها المتفرج، ولا تكتسب الإضاءة أهميتها من تعدد مصادرها ومفاتيحها أو من تطور تقنياتها بل من التعامل الواعي والمدروس مع كل مفتاح حتى لو اكتفى العرضر كاملأ بثلاث نقلات أو أكثر أو أقل. وهناك فرق بين الإنارة والإضاءة كالفرق بين الواقع والفن، فالإنارة تجعل من رؤية المتفرج للمشهد أمرأ ممكنأ بينما الإضاءة المسرحية هى لغة فنية تصاغ بشكل مدروس ومحدد لإضفاء دلالة أو حالة نفسية محددة ومقصودة بحد ذاتها. ومع بدء التعامل الفني (في تاريخ المسرح الحديث) مع الإضاءة تحولت إلى عملية مشتركة بين الفن والتكنيك (الحرفية) فلا هي فن خالص ولا علم هندسى كهربي خالص، لذلك لا تكفي أحيانأ الرؤية الفنية للمخرج إذا لم يرافقها خبرة حرفية علمية لها.
- الوظائف الفنية للإضاءة:
الإضاءة لغة بصرية تهدف إلى خلق جو معين يعيش فيه الممثلون والمتفرجون حالة مسرحية ذات معنى، وذلك يتأتى من خلال تحقيقها لوظائفها العديدة والحيوية والتى نجملها في النقاط التالية:
1- الرؤية:
وهي أبسط وظيفة للإضاءة، لكنها جاءت- تاريخيأ- في المقدمة، وهى إضفاء الرؤية الواضحة والكافية للمتفرج، وتشمل إبراز أجساد الممثلين وتعبيرات وجوههم وفاعلياتهم الحركية، وإنارة الخشبة وما عليها من خلفيات أو ديكورات أو أكسسوارات والرؤية غير الواضحة تعقد عملية التلقى وتجعل المتفرج فى إرهاق شديد.
2- التأكيد والتركيز:
لأن العالم الفنى على الخشبة عالم مصنوع يتحكم المخرج بكل جزئياته رؤاه، فقد ينتقي تفصيلأ صغيرأ على الخشبة أو جزءأ محدودأ منها لتدور فيه الأحداث، ويلغي باقي الأجزاء فى أحد المشاهد، أو قد يقسم الخشبة إلى قسمين أو ثلاثة أو أكثر وكل قسم يعبر عن منظر أو مكان محدد للأحداث ويتم إلغاء المنظر الذي لا تدور الأحداث حوله الآن، وذلك يتم عبر تعتيم الإضاءة ويؤكد المخرج عبر الإضاءة على وجه ممثل أو أحد أعضاءه أو على أكسسوار أو قطعة ديكورية بتسليط ضوءآ أكبر فوقه ويترك باقي الأجزاء فى الظل وهكذا… وهذه تعتبر من مهمات الإضاءة الرئيسة التى تنقل المتفرج إلى عوالم وأفكار عدم وهم أمام نفس المنظر.
3- التكوين الفني:
فللإضاءة جماليات لا تحصى من خلال استخدامها للون وتمازجه والشكل الهندسى للبقعة الضوئية وتفاعلها مع شكل آخر، والتقنيات الحديثة التي تغلبت على إمكانات المسزح المحدودة، فمن الممكن الآن إيجاد المطر والسحاب والحريق وغيرها من خلأل الإضاءة، كما أنها تقوم بهذه المهمة من خلال التأكيد على جماليات أخرى كالحركة و التكوينات البصرية الأخرى.
4- خلق الجو الدرامى:
الإضاءة أول ما يشاهد على خشبة المسرح وهي أول عنصر يعطي إيحاء ما للمتفرج فمن الممكن التعبير عن القلق، الخوف، الاضطراب أو الفرح والسعادة، أو الحزن و الأسى، وذلك من خلال اللون ودرجة الإنارة وتوزيع البقع على الخشبة وهى بهذا تساعد باقي العناصر وتكمل دورها في تكريس هذا الجو الدرامي مع الممثل والمؤثرات.. الخ.
5- الإيهام بالطبيعة:
الإضاءة تقرب الواقع قدر الإمكان للمتفرج، فقد تظهر الشمس أو القمر أو الثلج أو الفضاء إذا دعت الضرورة
6- الدلالة على الزمان والمكان:
وهي تعبر بوضوح عن زمن الأحداث (ليل، نهار، فصل الشتاء، فصل الصيف.. الخ) والمكان (قصر، ملعب، مدينة، قبو..).
التحكم في الضوء:
يتم التحكم بالضوء عبر مجموعة تقنيات تقوم بتحويله من تيار كهربائى متدفق و عشوائي إلى عنصر فني يحقق إثارة للعرض وذلك كالتالي:
أ- الكمية: يتم التحكم بكمية الضوء عبر المقاومات التى تعترض التيار الكهربائي من خافت إلى أشد، حسب ما هو مطلوب وتسمى هذه المقاومات بـ (دمر) و مفتاح السيطرة ووسيلة أخرى للتحكم بكمية الضوء هي المرشحات وهي عبارة عن لوح محدود المساحة مصنوع من مادة ملونة شفافة مثل الجيلاتين أو الزجاج ويثبت فوق المصباح الكهربائى أو الكشاف يتحول من خلاله الضوء العادي (الأبيض) الساطع إلى ضوء ملون. ومن الممكن عبرها تخفيف حدة اللون المطلوب.
2- اللون: وهو يلعب دورا حيويا في إضفاء الحالة النفسية على جو العرض أو تشكيل جماليات محددة أو تغيير في شدة الضوء. وقد جرى العرف المسرحي على استخدام الألوان الزاهية اللامعة (الحارة) فى المسرحيات الكوميدية واستخدام الألوان القاتمة (الباردة) في المسرحيات التراجيدية أو الجادة، ومع أن هذا العرف ما زال ساريا للآن إلا أنه ليس بقانون وتم كسره وتجاوزه في العديد من العروض.
3-التوزيع: وذلك بضبط الضوء الخارج من المصدر عبر مظلات تركب على فوهة الكشاف حيث تتحدد مساحة البقعة الضوئية على الخشبة وشكلها الهندسى ويمكن توزيع الظل والنور، الاظلام والإنارة على مساحات الخشبة حسب الأهمية التي يوليها المخرج لهذه المنطقة أو تلك. - والإضاءة الخارجة من مصدر ضوئي تصنف في المسرح إلى ثلاثة أنواع:
أ- الإضاءة العامة: وهي التى تغطى كامل المشهد بكامل موجوداته دون التركيز على مساحة أو غرض دون آخر.
ب- الإضاءة الخاصة: وهي التي تنتشر فوق تفصيل صغير فى عالم الخشبة كممثل أو أحد أعضاءه أو أكسسوار.
ج- إضاءة الديكور: وهى التي تصمم للخلفيات أو القطع الديكورية الكبيرة التي قد تظل طيلة المشهد أو تظهر وتنسحب خلاله. والإضاءة العامة توضح وجوه الممثلين وبالتالى شخصياتهم ولا تظهر ظلال مما يعني أن الجو اعتيادي بينما الإضاءة الخاصة تخلق ظاول على الوجوه فتنشىء جوا دراميا يتدخل فيه المخرج بوضوح. - وتعرف أنواع محددة من الكشافات أو مصادر الإضاءة وتستخدم عادة في كل المسارح وهي:
1- الكشاف الشمسي: وهو عبارة عن صندوق معدنى صغير، به مصباح أو جملة مصابيح والفتحة الأمامية مغطاة بمسطح زجاجي حوله حواف معدنية يمكن أن تثبت فيها شرائح ملونة، وهو يخرج إضاءة إنتشارية قوية تغمر الخشبة وهو بالطبع دون عدسات لذلك من الصعب التحكم بالضوء من خلاله ويستخدم في الإضاءة العامة.
2- الكشاف الصغير: يلقي بقعة ضوئية محدودة من مسافة قصيرة، بقصد طرح إضاءة قوية مركزة على وجه ممثل- على سبيل المثال- أو على موقع محدد من مساحات اللعب أو على الخلفيات أو على أكسسوار ويستخدم في الإضاءة الخاصة.
3- الكشاف المركز: وهو ذو عدسات محدبة يضيء المواقع الأمامية بشدة أو أماكن متفرقة ويسمى (البروجكتور) يوضع عليه شبكة لحماية الممثل والمشاهد ؟ أن حدث أي شىء مفاجن ككسر العدسة أو انفجار المصباح. والبقعة الخارجة منه يسهل التحكم بحجمها وشدتها وموقعها على الخشبة.
4- كشاف متوسط العدسات: وهو يخرج إضاءة هادئة ومحددة ويضىء مواقع التمثيل المتوسطة المساحة ويسهل التحكم به ويوضع عادة في أعلى المسرح.
5- الكشاف المتتبع: وضوءه في غاية الشدة يمكن إرساله عن بعد 5م ويعطينا حزمة ضوئية يمكن التحكم بسعتها ويتم التحكم به يدويا خلال العرض بمتابعة ممثل أو استعراض أينما ذهب أو تنقل.
6- الأمشاط: وهي صف أفقى من الإضاءة مجهزة بالألوان الأساسية فى كل صندوق يمكن غسل الخشبة بلون محدد عام دون ترك ظلال أو تركيزات هامشية، كما يمكن استخدامها في إضاءة الخلفية أما بلون واحد أو بعدة ألوان.
7- أجهزة المؤثرات: وهى نوع خاص من الكشافات تسقط على الستارة الخلفية (السايكوراما) أو على أي مساحة أخرى لتعطينا تأثير المطر، السحاب، الماء، النار، أشجار، أو إظهار بقع لونية مختلفة هنا وهناك.. الخ - ملاحظات حول إضاءة المسرح المدرسي:
1- يجب على المشرف وضع خطة تفصيلية للإضاءة ومفاتيحها وحركتها وانسحابها بتجسيدها بانتظام خلال العرض وتكون مدونة في أماكنها على النص للتقليل من إمكانية الخط ولتمكين الطلاب من تنفيذها.
2- ليس المهم فى المسرح استخدام الإضاءة وإنما خلق الجو الذي يتطلبه المشهد بواسطة التأثيرات الضوئية المناسبة للتعبير عن الحدث المطلوب أو المشهد، أي يجب عدم استخدام الإضاءة للتزيين لأن مضارها هنا تكون أكثر من منافعها.
3- عند استخدام لوحات خلفية مرسومة ويحتاج المشرف إخفاء عيوبها أو الصنعة منها عليه- على عكس ما قد يتبادر إلى الذهن- استخدام إضاءة مركزه وقوية فهي تضفى بريقآ ولمعانآ على اللوحة وتهمش التفاصيل ولا ينتبه المتفرج إلا إلى كليتها.
4- يجب الاهتمام بالتحكم في كثافة الإضاءة في العرض، فزيادتها أو نقصانها عن الحد المطلوب قد يتسبب في فشل المشهد.
5- الاهتمام بدخول وخروج الإضاءة تدريجيا من وإلى المشهد، وعدم دفعها مرة واحدة أو سحبها دفعة واحدة إذا كانت الضرورة الدرامية تتطلب ذلك، لأن هذه الحركات السريعة والمفاجئة تقطع تواصل المتفرج وتجعله يركز انتبا هه على الإضاءة وينشغل عن المشهد، وننصح المسارح أو القاعات غير المجهزة بـ(دمر) أو مقاومات تحكم بالكثافة استخدام نقلة واحدة فقط بالمشهد الواحد.
6- ينبغي أن يكون هناك تنسيق كامل بين المشرف على العرض وبين مصمم الإضاءة أو بين الأول والمنفذ، لضبط حركة الممثلين وإظهار ما هو مطلوب بتوازن بين الطرفين.
3 مشترك
الاضاءة المسرحيه وأنواعها
sandejoni- فنان مبدع
- الابراج : الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 81
نقاط : 147
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 09/07/1987
تاريخ التسجيل : 31/07/2010
العمر : 37
- مساهمة رقم 1
الاضاءة المسرحيه وأنواعها
محسن النصار- فنـــــــــــان مسرحي .. قلــــــم المنتدى
- الابراج : الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 80
نقاط : 146
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 20/06/1965
تاريخ التسجيل : 31/07/2010
العمر : 59
الموقع : ..الكاتب والمخرج المسرحي محسن النصار
- مساهمة رقم 2
رد: الاضاءة المسرحيه وأنواعها
موضوع الأضاءة رائع ولكنه يحتاج الى بعض الأضافات ليكون اكثر علمية كون الأضاءة المسرحية هي علم بذاته فبالنسبة للفرق بين الأنارة والأضاءة فالأولى يقصد بها أزالة الظلام من مكان ما مثل نور الشمس أو القمر أو نور الشوارع ,والأضاءة هي استخدام ضوء خاص على شكل معين وذلك باستخدام الضوء الصناعي والمعروف ان الأضاءة المسرحية تبدا عندما تنخفض أنارة الصالة قبل با العرض المسرحي وعندما يبدا المتلقي بالأحساس بالجو الدرامي ,ربالنسبة لأنواع الأضاءة فهي ستة أنواع من ناحية التصنيف وليس ثلاثة , وأنواع الأضاءة الستة هي 1-الأضاءة الخاصة 2-الأضاءة العامة 3-أضاءة اللمسات 4-اضاءة ملئ الظلال 5-اضاءة مناطق خلف الممثل 6-اضاءة الفتحات . وهنلك ملاحظات اخرى سأتطرق اليها بمواضيع منفصلة .مع اجمل تحياتي .
sandejoni- فنان مبدع
- الابراج : الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 81
نقاط : 147
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 09/07/1987
تاريخ التسجيل : 31/07/2010
العمر : 37
- مساهمة رقم 3
رد: الاضاءة المسرحيه وأنواعها
تحياتي لك وشكراً عالمداخله الجميله
خالد البابلي- الابراج : الأبراج الصينية :
عدد المساهمات : 4
نقاط : 4
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 04/04/1979
تاريخ التسجيل : 25/09/2010
العمر : 45
- مساهمة رقم 4
مشكوره
مشكوره وبارك الله بكي على هاي التوضيحات تقبلي تحياتي